باتت الليلة كلها لم يغمض لها جفن ..
كان الفراش قطعة ثلج جاف ، رغم ثقل الأغطية التي راكمتها عليها ، عل الدفء يحضنها كالمعتاد في بعض
الليالي . انتظرت ذلك ، وانتظرت ..
نأمت وتأوهت مللا وضجرا . عاودتها الرغبة في ذلك ، غير أنها تماسكت وأحجمت مخافة أن توقظ زوجها على
السرير قبالتها في الجانب القصي من حجرة نومهما ، وهو يغط غطيط هر شائخ ..
للتو ، أدركت أنها تعسة حقا . وإلا ، تسائل نفسها ، كيف أنام على فراش قد من ثلج وصقيع ، بينما القط
الشائخ على النقيض في بحبوحة الدفء وكأنه في مرمدة من جمر خبت جذوته واستكانت ؟؟ ..
أوشكت على النهوض لتغادر الحجرة / الثلاجة إلى البلكون في الصالة المجاورة ، غير أنه تداركها خلسة بنداء
مخمور خافت ورتيب :
_ هـاي ، تعالي قاسميني السرير جنبي ، أحضنك .. إنك مقرورة .. مقرورة ..
ردت بأنفة واعتداد :
_ لا .
ثم أردفــت بعصبية واشمئزاز :
_ أرغب في اختلاء ، أستشف النسمة الشتوية الدافئة ولو من بعيد ، هناك ..
واغتم الذليل من جديد في حمأة من اليأس المختمر اختمار العجين ، بينما تغشتها ابتسامة دكناء بلهاء ، استلبتها من
الأعماق وهي تتنسم من خلال الظلمة الدامسة عبير الشهقة المحمومة هناك ..خلف النوافذ الموصدة ..